للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: البرُّ بلادٌ ليس فيها (١) ماءٌ جارٍ، والبحر بلاد فيها ماء جارٍ (٢).

وقوله تعالى: {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}؛ أي: يعاقبهم في الدنيا على بعض (٣) ما عملوا فيها من انتهاك المحارم، وكمالُ الجزاء يكون في الدار الآخرة.

وقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}؛ أي: ليرجع مَن سوى هؤلاء المعذَّبين اتِّعاظًا بمن عذِّب مِن جنسهم.

وقيل: أي: {ظَهَرَ} أثرُ الفساد وهو عقوبةُ أهل الفساد {فِي الْبَرِّ} بإهلاك القرى {وَالْبَحْرِ} بتغريق فرعون وقومه، ولذلك قال بعده:

* * *

(٤٣ - ٤٤) - {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ}.

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ}: أي: قل لأهل مكة: سافروا فانظروا في بلاد عادٍ وثمودَ وقومِ لوطٍ ونحوها كيف أهلكناهم وخرَّبنا ديارهم.

وقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ}: يقول: قد بلغ الإعذار مبلغَه فلا تهتمَّنَّ بإعراض هؤلاء واقصِدْ أنت الطريقَ الذي يُسلك بك إلى الدِّين المستقيم، وهو ما تقدم ذكره: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.


(١) في (أ): "بها".
(٢) في (أ): "مياه جارية".
(٣) بعدها في (أ): "جزاء".