للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٦ - ٢٧) - {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٦) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: له ذلك كلُّه، وهو مالكه وخالقه، ولا حاجة له إلى إيمان هؤلاء.

{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}: أي: إن اللَّه هو المستغني عن خلقه، المحمودُ بشهادة خلقه كلِّهم بوحدانيته وقدرته وإلهيته بشهادة الخِلقة (١).

وقوله تعالى: {أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر}: قرأ أبو عمرو: {والبحرَ} نصبًا عطفًا على (ما)، والناصبُ كلمة {أَنَّ}، وقرأ الباقون: {وَالْبَحْرُ} رفعًا (٢) على الاستئناف (٣).

يقول: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} جُعلت بالبَرْي أقلامًا ليُكتب بها {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}: فكان البحرُ مدادًا (٤)، ومَدَّه -أي: زاد فيه- سبعةُ أبحر، فكتب بها كلمات اللَّه في إقامة الحجج على عباده، وضربِ الأمثال لهم، وتنبيهِهم على مصالح دينهم ودنياهم، وذكر أقاصيص مَن سلَف قبلهم من الأمم، وغيرِ ذلك من ضروبِ ما يشتمِل عليه كلامه، وما اختَصَّ العلماءَ به (٥) من معاني كلامه، وما استأثر اللَّه به دون خلقه، لم يَفْنَ كلامُ (٦) اللَّه، وذلك قوله:


(١) في (ر) و (ف): "الخليقة".
(٢) في (أ): "بالرفع".
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٥١٣)، و"التيسير" (ص: ١٧٧).
(٤) في (ف): "ممدًا".
(٥) في (ف): "وما اختص من اختصه".
(٦) في (ف): "لم يفن ذلك من كلام".