للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}.

ذُكر أن بعض المشركين قالوا فيما تلا (١) عليهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن هذا كلام سيَنفد، فنزلت هذه الآية (٢).

وقيل: نزلت جوابًا لليهود إذ قالوا: قد أوتينا التوراة وفيها كلُّ الحكمة، فنزلت الآية، قاله ابن عباس رضي اللَّه عنهما (٣).

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ}: أي: منيعٌ في ملكه فلا يُرام (٤) ولا يغالَب.

{الْحَكِيمِ}: يُطْلع عبادَه على ما يشاء، ويفعل ما يشاء، ويضع كلَّ شيء في موضعه.

* * *

(٢٨) - {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.

وقوله تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}: أي: إلا كخَلْقِ نفسٍ واحدة وبعثِ نفسٍ واحدة في أن أمري إذا أردتُ شيئًا أن أقول له: {كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: ١١٧]، فلا يَلحقُني نَصَب (٥) بكثرةٍ، ولا يَخِفُّ عليَّ بقلَّةٍ، وقدرتي على الكل قدرتي على الواحد، فإذا قدرتُ على الواحد فأنا على الجميع قادر.


(١) في (أ): "قرأ".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٢٠٠) دون عزو، و"إعراب القرآن" للنحاس (٣/ ١٩٧) وعزاه لقتادة.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٥٧٣) مطولًا. وهذا الخبر يدل على أن الآية مدنية، ومن قال: إنها مكية، علله بأن اليهود أمروا وفد قريش أن يسألوا عنه النبي عليه الصلاة والسلام. انظر: "روح المعاني" (٢١/ ٨٧).
(٤) في (أ): "يلام"، وفي (ف): "يرى".
(٥) في (أ): "تعب".