للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال القشيري: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا}؛ أي: أفمَن كان في حلةِ الوصال يجرُّ أذيالها كمَن هو في مَذلَّة (١) الفراق يعاني وَبالها.

أفمَن كان في رَوح إقبالنا عليه كمَن هو في محنةِ إعراضنا عنه.

أفمَن بقي معنا كمَن بقي عنا.

أفمَن هو في ضياء العرفان ونهار الإحسان (٢) كمَن هو في ليالي الكفران ووحشة العصيان والهجران.

أفمَن أُيِّد بنور البرهان وأُطلع على (٣) شموس العرفان كمَن رُبط بالخذلان ووُسم بالحرمان؛ لا يستويان ولا يلتقيان (٤).

وقيل: {الْعَذَابِ الْأَدْنَى}: الخذلان في الذلة، و {الْأَكْبَرِ}: الهجران عن الوُصلة.

{الْعَذَابِ الْأَدْنَى} لقوم محنُ الدنيا، و {الْأَكْبَر} عقوبةُ العُقبى.

ولقوم {الْعَذَابِ الْأَدْنَى}: فترةٌ تتداخلُهم في عبادتهم، و {الْأَكْبَر} قسوةٌ تصيبهم في قلوبهم.

ولقوم {الْعَذَابِ الْأَدْنَى}: وقفةٌ في سلوكهم تمسُّهم (٥)، و {الْأَكْبَرِ} حَجْبةٌ عن مُشاهدتهم [تنالهم]، قال قائلهم:


(١) في (أ): "ملة".
(٢) في (ر) و (ف): "وبهاء الإحسان". وعبارة "اللطائف": "في نهار العرفان وضياء الإحسان".
(٣) في "لطائف الإشارات": "وطلعت عليه".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات": (٣/ ١٤٤).
(٥) في مطبوع "اللطائف": "تنيبهم".