للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنها في يده، فأنزل اللَّه هذه الآية في شأنه تكذيبًا لهم في تسميته بذلك (١).

وروي أنه تلقاه أبو سفيان بن حرب فقال: ما فعَل الناس؟ فقال: انهزموا، فقال: ما بال نعلك في يدك؟ قال: ما شعرتُ إلا أنهما جميعًا (٢) في رجلي، فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان ما نسي نعله في يده (٣).

وقيل: كان بعض المنافقين يزعم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- له قلبان، وهذا عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما (٤).

وعنه في رواية أنه قال: كان رجل من قريش يسمَّى ذا قلبين لدهائه، فنهاهم اللَّه تعالى عن هذه التسمية (٥)، كما نهاهم اللَّه تعالى أن يسمُّوا الزوجة أمًّا في الظهار،


(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٤٧١ - ٤٧٢)، و"معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٣٤)، و"تأويلات أهل السنة" (٨/ ٣٤٩)، و"تفسير الثعلبي" (٨/ ٦)، و"النكت والعيون" (٤/ ٣٧٠ - ٣٧١)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ٣٥١). وروى نحوه مختصرًا بإبهام اسم الرجل الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٧ - ٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد والحسن وقتادة وعكرمة.
(٢) "جميعًا" ليست في (أ).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٤٧١ - ٤٧٢)، و"معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٣٤)، و"تأويلات أهل السنة" (٨/ ٣٤٩)، و"تفسير الثعلبي" (٨/ ٦)، و"النكت والعيون" (٤/ ٣٧٠ - ٣٧١)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ٣٥١). وعزاه الماوردي مع ما قبله للسدي.
(٤) رواه ا لإمام أحمد في "المسند" (٢٤١٠)، والترمذي (٣١٩٩) وحسنه، وابن خزيمة في "صحيحه" (٨٦٥)، والطبري في "تفسيره" (١٩/ ٧)، والحاكم في "المستدرك" (٣٥٥٥)، عن قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال: قلنا لابن عباس: أرأيت قول اللَّه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} ما عنى بذلك؟ قال: قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه: إن له قلبين، قلبًا معكم، وقلبًا معهم، فأنزل اللَّه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}، قال الحاكم: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، فتعقبه الذهبي بقوله: (قابوس ضعيف).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٧).