للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من الكفار ويتعبَّدنا بمجاهدتهم؛ ليتميَّز بذلك الصادقُ من الكاذب، فيجزيَ اللَّه الصادقين بصدقهم {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ}: وهو إذا مات المنافق على نفاقه {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}: يقبلَ توبةَ مَن تاب منهم وأخلص {إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} لمن تاب وإليه أناب.

* * *

(٢٥) - {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}.

وقوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ}: أي مع غيظهم لم يَشْفوه؛ أي: صرفهم عن المدينة وكفَّهم عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه رضي اللَّه عنهم.

{لَمْ يَنَالُوا}: أي: ظَفَرًا.

{وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}: أي: لم يُحْوِجهم في ردِّهم عنهم إلى قتال، بل دفعهم عنهم بالريح فلم يستطع أحد منهم أن يُلجم دابته، وجالت خيلهم في عسكرهم وتقطَّعت أطنابهم فانهزموا سريعًا عاجلًا (١).

{وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}: قادرًا منيعًا.

* * *

(٢٦) - {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا}.

وقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}: أي: عاونوا المشركين


(١) "عاجلًا" من (ف).