للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}: أي: ألقى فيها الخوف {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ} وهم البالغون {وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} وهم الصبيان والنساء.

* * *

(٢٧) - {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}.

{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}: أي: جعلها لكم بعدهم.

{وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا}: أي: لم تصيروا إليها بعدُ قاصدين قتال أهلها واستيلاءكم على أموالهم فيها، وهذا وعدٌ لهم بإحرازِ أرض لم يصلوا إليها بعد.

قيل: هي أرض فارس والروم، وهذا قول الحسن.

وقال قتادة: هي مكة.


= (١٩/ ٧٢)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (٤/ ٥).
وروى الإمام أحمد في "مسنده" (٢٤٩٩٢) عن عائشة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما فرغ من الأحزاب، دخل المغتسل ليغتسل، فجاء جبريل عليه السلام، فقال: أوقد وضعتم السلاح، ما وضعنا أسلحتنا بعد، انهد إلى بني قريظة.
وقول عائشة رضي اللَّه عنها: فكأني انظر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يمسح الغبار عن وجه جبريل، فقلت: يا رسول اللَّه! هذا دحيةُ الكلبي؟ فقال: "هذا جبريل"، رواه يونس بن بكير كما في "سيرة ابن إسحاق" (٤٦٦)، ومن طريقه أبو جعفر الرزاز كما في "مجموع مصنفاته" (١٥٣)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٤/ ١١).
وقوله: "فنادى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك في المسلمين"، هو قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" رواه البخاري (٤١١٩)، ومسلم (١٧٧٠)، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما.
ونزول قريظة على حكم سعد رضي اللَّه عنه وما جاء بعده رواه البخاري (٤١٢١)، ومسلم (١٧٦٨)، عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه.