للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن زيد ويزيد بن رومان: هي خيبر (١).

وقيل: هي فدكُ وخيبرُ.

{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}: أي: لم يزل اللَّه قادرًا على استئصال الكفار -وإن كان لا يعاجل بالعقوبة- وعلى كل شيء.

وكان حرب الأحزاب -ويسمى: حربَ الخندق- بعد حرب أحدٍ بسنةٍ في السنةِ الخامسة من الهجرة، واستجاش أبو سفيان سبعةَ جيوش، وقد كان بايَع مجوسَ فارس ونصارى الر وم، وكان الأحزاب تحالفوا أن يستأصلوا المدينة وأهلها ويهدموا البنيان بحيث لا يبقى بها أثر، وكان في صميم الشتاء وشدةِ البرد، وأهلُ المدينة في عزةٍ من الطعام وقلةٍ من اللباس وضعفٍ من البدن، وكانوا يحفرون الخندق وهم شادُّون الأحجار على أوساطهم، والنبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- شادٌّ حجرًا على حجر (٢) على بطنه، وفي اليوم الأول قُتل عمرو بن عبدِ ودٍّ من أكابر المشركين، وفي اليوم الثاني شَغلوا النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصلاة الوسطى، وفاتته أربعُ صلوات وقضاهن من الليل، وفيه دعي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى طعام قليل وهو صاعٌ من شعيرٍ وشاةٌ، فجمع كل أصحابه وأتاهم فكفاهم كلَّهم ذلك الطعامُ وفَضَل عنهم (٣).

* * *

(٢٨) - {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}.


(١) روى هذه الأخبار الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٨٢ - ٨٣)، وعن قتادة والحسن عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٣٣٢) و (٢٣٣٣).
(٢) "على حجر" ليست في (أ).
(٣) رواه البخاري (٤١٠٢)، ومسلم (٢٠٣٩)، من حديث جابر رضي اللَّه عنه.