للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٥٢) - {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}.

وقوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ}: إن اللَّه تعالى لمَّا أمر رسوله بتخيير نسائه، فخيَّرهن فاخترنه، شكر اللَّه تعالى لهن ذلك فعظَّم حقَّهن بأنْ جعلهنَّ أمهاتِ المؤمنين، ومنع رسوله من أن يتزوج عليهن غيرهنَّ أو يتبدل بهنَّ سواهنَّ وإن وقع بقلبه حُسنُ غيرهن، وقصَره عليهن، وصرَف توسِعتَه في الملاذِّ (١) بعدهنَّ إلى مِلكِ اليمين فقط.

{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}: أي: حافظًا لا يغيب عنه علمُ شيء؛ أي: فانْتَهِ يا محمد إلى ما حدَّدْتُه إليك في نسائك ومِلك يمينك.

* * *

(٥٣) - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}: قيل: أي: وقتَه، وقيل: أي: نضجه وبلوغه.

والأناء: الوقت، وجمعه: الآناء؛ قال تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ} [طه: ١٣٠]؛ أي: ساعاته، وقد أنى يأني أناءً؛ أي: حان؛ قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ


(١) في (أ): "البلاد".