للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ}: قيل: أي: زوجات المؤمنين، وقيل: أي: الحرائر.

{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}: أي: يغطِّين رؤوسَهن ووجوهَهن (١) في بروزهن من البيوت في حوائجهن وإلى متبرَّزاتهن قبل اتخاذ الكُنُف في البيوت ليلًا ونهارًا بملاحفهنَّ وأردِيَتهنَّ، بخلاف الأمة التي تخرج مكشوفة الرأس.

وقال الخليل: الجلبابُ ثوب أوسعُ من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها (٢).

وقال قطرب: الجلباب: الملحفة.

وقال ابن سيرين عن أبي عبيدة: إدناء الجلباب: أن تَردَّ المرأة رداءها على رأسها، ثم تضعَه على حاجبها، ثم تُديرَه فتضعَه على طرفِ أذنها، ثم تديرَه من الجانب الآخر على خدِّها حتى تضعَه على طرف أنفها، وتكشف إحدى عينيها وتغطي الأخرى (٣).

قال ابن سيرين: حدثتني أختي أنها رأت امرأة من المهاجرات أو الأنصاريات قد تنقَّبت هكذا.

وقالت صفيةُ بنتُ شيبةَ: قالت أمُّ سلمة: لمَّا نزلت {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من أكسيةٍ سودٍ كنَّ يلبسنَ بها (٤).


(١) "ووجوههن" ليست في (أ).
(٢) انظر: "العين" (٦/ ١٣٢).
(٣) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ١٨١).
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٣٧٧)، وأبو داود (٤١٠١).