للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}: أي: ثابتات غيرِ زائلاتٍ عن أمكنتها.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كان يقعد على كلِّ جفنةٍ ألفُ رجل (١).

وقيل: كان يسعُ في كلِّ قِدْرٍ (٢) ألفُ شاة ونحوها، وكانت تُتَّخذ من الجبال لا تحرَّك عن موضعها.

قال وهب رحمه اللَّه: كانت أعمال الجن هذه بأرض اليمن.

{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}: أي: وقلنا لهم: اعْمَلُوا للَّه على الخلوص شكرَ النعمة عليكم.

{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: مَن يشكر على الأحوال كلها.

وقال السدي: أي: قليل مَن يشكر على الشكر.

وقال بسام بن عبد اللَّه (٣): قليل مَن يرى عجزَه عن الشكر (٤).

وقيل: وقليل مَن يشكر لي بلسانه فيحمدني، وبقلبه فيرى نعمة اللَّه عليه، وببدنه فيُتعبه في طاعة ربه.


(١) لم أقف عليه عن ابن عباس، لكن ذكره بعض المفسرين في تفاسيرهم دون عزو، منهم مقاتل بن سليمان في "تفسيره" (٣/ ٥٢٧)، وأبو الليث في "تفسيره" (٣/ ٧٨)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٧٩)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ٣٩١).
(٢) في (أ): "قدرة".
(٣) وهو بسام بن عبد اللَّه الصيرفي أبو الحسن الكوفي، روى عن زيد بن علي بن الحسين وأخيه أبي جعفر الباقر وجعفر الصادق وعطاء وعكرمة، وغيرهم، وعنه ابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وغيرهم، من رجال "التهذيب".
(٤) ذكر هذه الأقوال الزمخشري في "الكشاف" (٣/ ٥٧٣) لكن الأخير فيه دون عزو.