للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غيرَ منوَّن (١) لأنها اسم قبيلة أو أرض، والباقون بالخفض منوَّنًا (٢) لأنه اسم أبٍ (٣).

{فِي مَسْكَنِهِمْ}: قرأ الكسائي وخلف بكسر الكاف موحَّدًا، وقرأ حمزة وحفصر بفتحها موحَّدًا، وقرأ الباقون: {مساكنهم} على الجمع (٤).

فقوله: {مسكنهم}؛ أي: أرضهم وبلدهم، و {مساكنهم}؛ أي: منازلهم.

ذكر قصةَ سبأ لمشركي العرب -وكانت معروفةً لهم- يحذِّرهم أن ينزل بهم بشركهم وكفرهم ما نزل بأولئك على كثرتهم وقوتهم من جهةِ أضعفِ خلق اللَّه.

ووجه الانتظام: أن الأولى في مدح الشكور والثانيةَ في بيان جزاء الكفور.

يقول: لقد كان لأولادِ سبأٍ في ديارهم، وهو سبأُ بن يَشجُبَ بن يَعْرُبَ بن قحطان، وأولاد سبأٍ سبعة: حِمْيَرٌ وكَهْلانُ وعمرٌو والأشعرُ وأنمارٌ ومرٌّ وعاملةُ، هم بنو سبأ، وكثُر نسلُهم حتى إن خزاعةَ والأوسَ والخزرجَ وغسانَ من جملةِ مَن تمزَّقوا في البلاد لمَّا جرى على بلاد سبأ ما جرى (٥).

{آيَةٌ}: أي: علامةٌ تدل على أن لهم إلهًا خلقهم وأنعم عليهم؛ لأن ما أعطاهم من أنواع الشجر وألوان الثمر خارجٌ عن وسع البشر.

{جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ}: هي ترجمةُ قوله {آيَةٌ}.

قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كانت سبأُ على ثلاثِ فراسخَ من صنعاء،


(١) في (ف) و (أ): "مجرى".
(٢) في (ف) و (أ): "مجرى".
(٣) وقرأ قنبل: {لِسَبأْ} بإسكانها على نية الوقف. انظر: "السبعة" (ص: ٤٨٠)، و"التيسير" (ص: ١٦٧).
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ٤٨٠)، و"التيسير" (ص: ١٦٧)، و"النشر" (٢/ ٣٥٠).
(٥) في (أ): "بدى".