للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ} [الإسراء: ١٠٤]، وفي قوله: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} الآية [فصلت: ١١].

{بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}: أي: لكم بلدةٌ طيِّبةُ الماء والهواء والتربة (١) مستلَذَّةٌ مُخْرِجة للنبات والثمرات، وربٌّ غفورٌ لعباده إذا تابوا وأنابوا إليه وشكروا له، فآمِنوا به (٢) واشكروا له وأطيعوه يغفر لكم.

* * *

(١٦) - {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}.

وقوله تعالى: {فَأَعْرَضُوا}: أي: فتولَّوا عن الواجب عليهم من الشكر وكفروا.

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}: السيل: الماءُ الجاري الكثير الذي لا يضبط دفعُه لعِظَمه.

و {الْعَرِمِ} قيل: هو السِّكْر (٣).

وقيل: هو المطر الشديد.

وقيل: هو اسم وادٍ.

وقيل: هو الجُرَذُ الذي هو نقب السِّكْر.

وقيل: كانت أسنانها من الحديد.


(١) في (أ) و (ف): "والبرية".
(٢) في (أ): "واشكروا له بلدة فآمنوا به"، بدل: "وشكروا له فآمنوا به"، وليست في (ف).
(٣) السكر بفتح السين وكسرها وسكون الكاف: السد على الماء. انظر: "حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي" (٧/ ١٩٧).