للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك: هو الأراك (١).

وقيل: البرير (٢).

وقال الحسن: الأثل: الخشب (٣). وقيل: السَّمُر (٤). وقيل: الطَّرْفاء (٥).

{وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}: قيل: السِّدر: شجر النَّبق (٦).

وقال محمد ابن إسحاق: صارت عامةُ أشجارهم الدَّوم وهو المُقْلُ (٧).

ثم قوله: {مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} هو نعتُ السِّدر، والسِّدر كان في الجِنان الأُوَل ويُرْغَب فيه، وبقي شيء منه في الجنان المبدَلة يتذاكرون به ما كان ويتحسَّرون عليه.

وقيل: هو نعت الأُكُل؛ أي: بدِّلت لهم جنانٌ لا خُضرةَ لها ولا نَضرة إلا شيءٌ


(١) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٢٥٥ - ٢٥٦).
(٢) البرير: ثمر الأراك أو أول ما يظهر منه، أو إذا اسود وبلغ فأكله الناس والدواب، وفيه حرارة على اللسان. انظر: "معجم متن اللغة" (مادة: برر).
(٣) ذكره ابن فورك في "تفسيره" (٢/ ١٣٨)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٨٤).
(٤) السمر من شجرة الطلح: شجر صغير الورق قصير الشوك، له برمة صفراء وخشبه جيد للسقوف. انظر: "معجم متن اللغة" (مادة: سمر).
(٥) الطرفاء بالمد: شجر لا ثمر له وهو نوع من الأثل بالمثلثة. انظر: "حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي" (٧/ ١٩٨).
(٦) النبق بفتح النون وكسر الباء: حَمْل السدر وثمرُه، وتسكن باؤه تخفيفًا، يعني: أنه لطيب ثمره جعله اللَّه قليلا فيما بدلوا به لأنه لو كثر كان نعمة لا نقمة وإنما أوتوه تذكرًا للنعم الزائلة ليكون حسرة عليهم، ولذا قيل: المراد بالسدر نوع منه لا ثمر له يسمى الضال وهو أنسب. انظر: "حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي" (٧/ ١٩٨).
(٧) الدَّوْمُ: ضِخامُ الشَّجرِ ما كان، وقيل: هو شجرٌ يُشبِهُ النَّخل، إلَّا أنه يُثْمِرُ المُقْلَ، وله لِيفٌ وخُوْصٌ. انظر: "مجمع الغرائب" للفارسي (مادة: دوم).