للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: {وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}: هو قيام الساعة.

ثم بيَّن حالهم ذلك اليومَ فقال: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}: أي: محبوسون في موضع الحساب والسؤال {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ}؛ أي: يتراجعون الكلام بينهم باللوم واللعن والبراءةِ من بعضهم عن بعضٍ.

{يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا}: أي: يقول الأتْباع للسادة الذين من صفتهم استضعافُ مَن دونَهم وجرُّهم إلى مرادهم:

{لَوْلَا أَنْتُمْ}: أي: لو لم يكن تسلُّطكم علينا وقهرُكم إيانا واستتباعُكم لنا {لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} بمحمد متابِعين له.

* * *

(٣٢) - {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ}.

{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ}: استفهام بمعنى الإنكار، ومعناه: ما منعناكم عن اتِّباع الهدى بعد إذ جاءكم (١)، وما كان لنا ولايةُ القهر لو آمنتم أن نمنعكم (٢) {بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ} ثابتين على الكفر باختياركم.

* * *

(٣٣) - {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.


(١) "بعد إذ جاءكم" ليس في (أ).
(٢) "أن نمنعكم" ليس في (أ) و (ف).