للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{التناؤش} مهموزًا ممدودًا (١).

قال الزجاج: هو من النَّأْش، وهو الحركة في إبطاء (٢)؛ أي: من أين لهم أن يتحرَّكوا فيما لا حيلة فيه.

وقرأ الباقون: {التَّنَاوُشُ} بغير همزٍ، وهو التناول، والنَّوش كذلك؛ قال الشاعر:

وَهْيَ تَنوشُ الحوضَ نَوْشًا مِن عَلَا... نَوْشًا به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلَا (٣)

وقال ثعلب: {التَّنَاوُشُ} بغير همز: التناول من قُرْبٍ، وبالهمز: التناول من بُعْدٍ.

وقيل في الآية: وكيف لهم تناولُ ما في الدنيا من الآخرة وهي بعيدة عن الدنيا؟


= انظر: "النشر" (١/ ١٣٥).
والبرجمي: عبد الحميد بن صالح بن عجلان التيمي، أبو صالح الكوفي، أخذ القراءة عرضًا عن أبي بكر بن عياش ثم عن أبي يوسف الأعشى بحضرة أبي بكر. انظر: "طبقات القراء" لابن الجزري (١/ ٣٦٠).
(١) انظر: "السبعة" (ص: ٥٣٠)، و"التيسير" (ص: ١٨١) عن حمزة والكسائي وأبي عمرو وأبي بكر. وقراءة خلف في "النشر" (٢/ ٣٥١).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٢٥٩).
(٣) الرجز لغيلان بن حريث كما في "مجاز القرآن" (٢/ ١٥٠)، و"شرح أبيات سيبويه" للسيرافي (٢/ ٢٤٧)، و"اللسان" (مادة: نوش). ودون نسبة في "الكتاب" (٣/ ٤٥٣)، و"معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣٦٥)، و"إصلاح المنطق" (ص: ٣٠٧). قال في "اللسان": الضمير في قوله: (فهي) للإبل، و (تنوش الحوض): تتناول ملأه، وقوله: (من علا)؛ أي: من فوق، يريد أنها عالية الأجسام طوال الأعناق، وذلك النوش الذي تناله هو الذي يعينها على قطع الفلوات، والأجواز: جمع جوز، وهو الوسط؛ أي: تتناول ماء الحوض من فوق وتشرب شربًا كثيرًا وتقطع بذلك الشرب فلوات فلا تحتاج إلى ماء آخر.