{فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ}؛ أي: تسوقه الرياح بأمرنا وتقديرنا.
{فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}: أي: بالسحاب، هذا ظاهره، ومعناه: بالمطر الذي في السحاب، و (تثير) مستقبَل و (سقناه) و (أحيينا) ماضيان، والأول إضافةٌ إلى الريح، وهذا إلى نفسه، وهذا من تلوين الكلام ومن أقسام البلاغة والبيان.
وقوله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ} يتصل بقوله: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} والتغرُّر (١) بالمال والسلطان والشرف في الدنيا.
{فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}: هو العزيز بذاته والمعزُّ مَن يشاء مِن خلقه، وإنما يعزُّ المؤمنين والمطيعين بالإيمان والطاعةِ، لا الكفارَ المترفين بالمال والسلطنة، فقد قال:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} إلى قوله: {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ}[آل عمران: ٢٦] قال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨] ولا تُعارض هذه الآيةُ تلك الآيةَ؛ لأن عز الرسول والمؤمنين بإعزاز اللَّه، فله العزةُ جميعًا على الحقيقة.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ} بعبادة الأصنام؛ كما قال: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا} [مريم: ٨١]، وقال:{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ}[يس: ٧٤]{فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}؛ أي: بتوحيد اللَّه يُنال العز؛