للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ}: وهو الذي يقترف الذنوب غيرَ مستحلٍّ لها ولا جاحدٍ تحريمها.

{وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ}: هو الذي لم يبلغ النهايةَ من الطاعات مستكثِرًا منها، بل يسلك القصد في أعماله، فأتى بالفرائض دون النوافل، وبقليل من النوافل؛ كالمقتصد في النفقة الذي لا يُسرف ولا يقتِّر، أو خلَط عملًا صالحًا وآخَر سيئًا.

{وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}: أي: مُبادِرٌ إلى كلِّها مستكثِرٌ منها مستفرِغٌ وُسْعَه في مواصلتها {بِإِذْنِ اللَّهِ}؛ أي: بتيسير اللَّه ذلك عليه لا باستبداده.

وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: كأنه قال: يا ظالم ارفع رأسك فإنك وإن ظلمتَ فما ظلمتَ إلا نفسك، ويا سابق اخفِضْ رأسك فإنك وإن سَبقْتَ فما سَبقْتَ إلا بتوفيقي.

وقد كثُرت الأقاويلُ فيها مما (١) رُوي في الحديث ونُقل عن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم:

قال عمر رضي اللَّه عنه: سابقُنا سابقٌ، ومقتصدُنا ناجٍ، وظالِمُنا مغفور له (٢).


(١) في (أ): "مما".
(٢) روي مرفوعًا وموقوفًا، فالمرفوع رواه العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٤٤٣)، والثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١٨٠)، والواحدي في "الوسيط" (٣/ ٥٠٥)، من طريق الفضل بن عميرة، عن ميمون بن سياه، عن أبي عثمان النهدي عن عمر رضي اللَّه عنه. والفضل بن عميرة ضعيف، وقال العقيلي: لا يتابع عليه.
ورواه البيهقي في "البعث والنشور" (٦١) من طريق ميمون بن سياه عن عمر رضي اللَّه عنه. وهذا منقطع كما ذكر البيهقي.
والموقوف رواه سعيد بن منصور في "سننه" عقب الخبر (٢٣٠٨)، والبيهقي في "البعث والنشور" =