للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}: أي: الرسول المنذِر.

وقيل: هو إلزام الحجة عليهم بالعقل والسمع، فإن التذكُّر من باب العقل، والإنذارَ من باب السمع.

وقيل في قوله {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ}: إنه سبعون سنة، وقيل: ستون سنة، وقيل: أربعون سنة.

وقال الحسن رحمه اللَّه: عشرون سنة (١).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: ثماني عشر سنة (٢).

وقيل: يوم واحد فما فوقه.

وقيل: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}؛ أي: الشيب (٣).

{فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}: وهذا يقوِّي قولَ مَن حمل قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} على الكافر؛ لأنَّه ختم وعيدَ الكفار بتسميتهم بهذا الاسم.


(١) لم أقف عليه عن الحسن، وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" (٤/ ٤٤١) دون عزو.
وذكر الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٤٧٦)، والسمعاني في "تفسيره" (٤/ ٣٦١)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٤/ ٤٤١)، عن الحسن أنه البلوغ، زاد الماوردي وابن عطية: لأنه أول زمان التذكر.
وذكر النحاس في "معاني القرآن" (٥/ ٤٦١)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١١٤)، والواحدي في "البسيط" (١٨/ ٤٣٢)، والبغوي في "تفسيره" (٦/ ٤٢٥)، عن الحسن قوله: (أربعون سنة).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١١٤) عن الكلبي، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٦/ ٤٩٤) عن عطاء ووهب وأبي العالية وقتادة. أما ابن عباس فروى عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٤٥٥)، والطبري في "تفسيره" (١٩/ ٣٨٥) قوله: (ستون سنة).
(٣) روي في "تفسير مجاهد" (ص: ٥٥٧) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.