وقوله تعالى:{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ}: استفهامٌ بمعنى النفي؛ أي: فما ينتظرون إلا طريقةَ الأولين أن ينزل بهم (١) ما نزل بالأولين حين كذَّبوا أنبياءهم ومكروا بهم، وهو كقوله:{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ}[يونس: ١٠٢].
{فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}: أي: إن اللَّه تعالى لا يبدل هذه الطريقةَ في الكفار ولا يحوِّلها عنهم، أضاف السنَّة إليهم مرةً وإلى نفسه مرةً لأنها سنَّةُ اللَّه فيهم، وهو كقوله:{إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ}[نوح: ٤] وقوله: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً}[الأعراف: ٣٤].
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}: أي: ليس من صفة اللَّه العجزُ عن شيء من إنزال العذاب بالأعداء وغير ذلك {إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}: عالمًا بكل شيء قادرًا على كل شيء.