للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رأيا شيخًا يرعَى غنيماتٍ له، فسلما عليه فقال الشيخ لهما: مَن أنتما؟ قالا: رسولا عيسى عليه السلام ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة اللَّه، فقال: أمعكما آيةٌ؟ قالا: نعم، نحن نشفي المرضى ونُبرئ الأكمه (١) والأبرص -فقال بعضهم: كان لهذا الشيخ ابنٌ صاحبُ فراشٍ منذ سنين، وقال بعضهم: كانت له بنت بهذه الصفة- فقال الشيخ لهما: إن لي عليلًا، قالا: ومَن هو منك؟ قال: هو ولدي، قالا: فانطَلِق بنا إلى منزلك فنطَّلعَ (٢) حاله، فأتى بهما إلى منزله فمسحا ابنه فقام في الوقت بإذن اللَّه تعالى وشفاه اللَّه تعالى، وفشا الخبر في الناس وشفى اللَّه على أيديهما كثيرًا من المرضى، وكان لهم ملك يقال له: شلاحن (٣)، فانتهى الخبر إليه فقال لهما: مَن أنتما؟ قالا: رسولا عيسى عليه السلام، قال: وما آيتكما؟ قالا: نبرئ الأكمه والأبرص ونشفي المرضى، قال: وفيم جئتما؟ قالا: جئناك ندعوك من عبادةِ ما لا يسمع ولا يبصر إلى عبادةِ مَن يسمع ويبصر، قال شلاحن (٤): ولنا إلهٌ سوى آلهتنا؟ قالا: نعم، مَن أوجدك وآلهتك، قال: قُوما حتى أنظرَ في أمركما، فتبعهما الناس فأخذوهما وضربوهما في السوق. وكان اسم الشيخ الذي ذهب بهما إلى منزله حبيبًا النجار (٥).

قال مقاتل: لما أخذوا الرسولين وضربوهما بعث عيسى رسولًا ثالثًا (٦).

قال وهب ومحمد بن إسحاق: اسمه شمعون وكان من الحواريين.


(١) في (أ): "نشفي المريض والأكمه".
(٢) في (ف): "نتطلع".
(٣) في (أ): "شلاحان".
(٤) في (أ): "شلاحان".
(٥) في جميع النسخ: "حبيب النجار"، والصواب المثبت. وهذا الخبر ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٢٤)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١١)، ونسباه للعلماء بأخبار الأنبياء، وهو من الإسرائيليات.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٥٧٥).