وقوله تعالى:{قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا}: قال أهل أنطاكية: ما أنتم أيها الثلاثة إلا آدميُّون مثلُنا فمن أين يجب علينا طاعتُكم، أو يجعلُكم اللَّه رسلًا إلينا؟
{وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ}: أي: وحيًا من السماء.
{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ}: أي: ما أنتم إلا تكذبون في دعوى الإرسال والإنزال.
{قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ}: ويَشهد لنا على صدق دعوانا، والاستشهادُ باللَّه تأكيدٌ وتحقيقٌ وتقريرٌ في النفوس.
{وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}: أي: ليس عندنا من طاعته إلا أن نبلِّغ رسالته إليكم، ولا سلطان لنا على إجباركم على الإيمان، ولا أن نوقع في قلوبكم العلم بصدقنا.
قوله:{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ}: أي: تشاءمنا بكم؛ يعني (١): سمعنا منكم ما هو من جهة الفأل نذيرٌ بمكروه يَلحقنا في أنفسنا أو في أهلينا أو أموالنا، أو غيرِ ذلك من أسبابنا وأمورنا، فكفُّوا عن هذا الكلام ولا تعاوِدونا به.