للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الذِّكْرُ هوَ الذي نُسِخَ منه القرآنُ في السَّماءِ.

وقيل: {فَالزَّاجِرَاتِ} هي التي تزجُرُ السَّحابَ سَوْقًا.

وقال قتادةُ: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} الملائكةُ صفوفٌ (١) في السَّماءِ، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} قال: ما زَجَرَ اللَّهُ عنه بالقرآنِ، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} قال: ما يُتلى في القرآنِ مِن أخبارِ الأممِ السَّالفةِ (٢).

* * *

(٤) - {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ}.

قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ}: أقسَمَ على هذا.

وقال الحسن (٣): {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}: هي آيُ الكتابِ الَّتي زجَرَ اللَّهُ بها عبادَه عن معاصيه {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} يعني: آياتِ القرآنِ تتلو ذِكْرَ ما مضى، وذِكْرَ ما نحنُ فيه، وذِكْرَ ما بقِيَ.

وقيلَ (٤): {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}: جماعاتُ المؤمنين إذا اصطفُّوا للصَّلاةِ {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}: الرَّافعاتُ الأصواتِ بتلاوةِ القرآنِ، فإنَّ الزَجْرَ والصَّيحةَ في معنًى واحدٍ، قالَ تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} [الصافات: ١٩]، وقالَ: {إنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: ٢٩].

وقيل: هيَ صفوفُ الغُزاةِ، قال اللَّهُ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي


(١) في (أ): "صافون".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٤٩٢ - ٤٩٥) مفرقًا، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٢٠٤).
(٣) "وقال الحسن" من (أ). ولم أجده.
(٤) "وقيل" ليس من (أ).