للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: ٤]، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}: خيولَهم، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}: التَّكبيرَ.

قولُه: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ}: المقسَمُ عليه.

* * *

(٥) - {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ}.

قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: نعتٌ له.

{وَمَا بَيْنَهُمَا}: ثُنِّيَ والسَّماواتُ جمعٌ؛ لأنَّ السَّماواتِ (١) جِنْسٌ والأرضَ جِنْسٌ، فهما جِنْسان.

{وَرَبُّ الْمَشَارِقِ}: أي: ومالِكُ مطالعِ الشَّمسِ في كلِّ يومٍ مِن أيَّامِ السَّنَةِ والمُدبِّرُ لها.

وقالَ في آيةٍ أخرى (٢): {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [الرحمن: ١٧]، وأراد مَشْرِقَ الشِّتاءِ ومَشْرِقَ الصَّيفِ ومَغْرِبَيهما.

وقال في آيةٍ أخرى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [الشعراء: ٢٨]؛ لأنَّه أرادَ به الجهةَ، والجهةُ واحدةٌ.

ولمْ يذكُرِ المغاربَ في هذه الآيةِ؛ لطولِ الآيةِ بذِكْرِها، وخروجِها مع حذفِها على مُشاكلةِ قدْرِ الآياتِ قبلَها وبعدَها، وكانتِ المطالِعُ دالَّةً على المغاربِ؛ لأَنَّها تطلُعُ بعدَ الغروبِ، والمصالِحُ المتعلِّقةُ بطلوعِها أكثرُ مِنَ المصالحِ المتعلِّقةِ بغروبِها.


(١) في (ف): "لأنها".
(٢) "أخرى" ليست في (أ).