للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}: قال أهل اللغة: هو كل شجرة ليس لها ساقٌ، ولها ورق عريض (١).

وقال ابن عباس وابن مسعود وقتادة ومجاهد وسعيد بن جُبير: هو القَرْع (٢)، هو (٣) مأخوذ من: قطَنَ بالمكان؛ أي: أقام به، وهي إقامةُ زوال، لا إقامة رسوخ.

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: القَرْع أسرع الأشجار نباتًا وامتدادًا وارتفاعًا في السماء في مدة لطيفة، ويقرُب الوصول إلى الانتفاع بها أكلًا واستظلالًا.

قال: وروي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قيل له: إنك لتحبُّ القرع؟ قال: "أجل، هي شجرة أخي يونس بن متى وهي تزيد في العقل" (٤).

وقال السُّدِّي: لبِث في بطن الحوت أربعين يومًا، وكذا قال الكلبي ومقاتل.

وقال عطاء: سبعة أيام.

وقال الضحاك: عشرين يومًا.


(١) في (ر) و (ف): "عظيم عريض". وانظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٣١٤)، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ١٧٥)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٧١) عن ابن عباس والحسن ومقاتل.
(٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٦٣٤ - ٦٣٦).
(٣) "هو" من (أ).
(٤) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٨/ ٥٨٩).
والحديث بهذا اللفظ ذكره الزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٦٢)، والقرطبي في "تفسيره" (١٨/ ١٠٤) وغيرهما من غير إسناد.
وقال العراقي: لم أقف عليه، وقال ابن حجر: لم أجده. انظر: "الفتح السماوي" للمناوي (٣/ ٩٥٧). وقد صح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يحب الدباء وهو القرع، كما عند "مسلم" (٢٠٤١) من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه.