الحوت؛ أي: أعَدْناه إليهم {فَآمَنُوا}: فجدَّدوا الإيمان به {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}: إلى انقضاء آجالهم.
وقد ذكَرْنا قصة الخروج إلى السفينة والخروج من بطن الحوت في سورة الأنبياء.
وروى ابن مسعود عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ يونس كان أوعَدَ قومه العذاب، وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام، ففرَّقوا بين كل والدة وولدها، ثم خرجوا فجَأَروا إلى اللَّه تعالى واستغفروه، فكفَّ اللَّه عنهم العذاب، وغدا يونس ينتظر العذاب، فلم ير شيئًا، وكان مَن كذَب ولم يكن له بيِّنة قُتِل، فانطلق مغاضبًا حتى أتى قومًا في سفينة فحمَلوه وعرَفوه، فلما دخل السفينة ركَدت والسفينةُ تسير يمينًا وشمالًا، فقال: ما لِسفينتكم؟ قالوا: ما ندري، قال يونس: إنَّ فيها عَبْدًا آبِقًا، وإنها واللَّهِ لا تسير بكم إلا أنْ تُلْقوه، قالوا: أمَّا أنتَ يا نبي اللَّه فلا واللَّهِ لا نُلْقيكَ، قال لهم يونس: فاقترِعوا، فمَن قُرعَ فليَقَعْ، فقارَعهم يونس، وقال: مَن قُرع ثلاثًا فليقعْ، فقُرع يونس ثلاث مرات فوقَع، وقد وُكِّلَ به الحوت، فلما وقع ابتلعه، فأهوى به إلى قرار الأرض، فسمِعَ يونس تسبيح الحصا، {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}[الأنبياء: ٨٧]، ظُلْمةُ بطن الحوت، وظُلْمةُ البحر، وظُلْمةُ الليل، قال:{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ}، قال: كهينة الفَرْخ المَمْعُوط الذي ليس عليه رِيشٌ، فأنبَتَ اللَّه عليه شجرة من يقطين، وكان يستظلُّ بها فيُصيب منها، فيبِسَتْ فبكى عليها، فأوحى اللَّه إليه: أتبكي على شجرة أنْ يبِسَتْ ولا تبكي على مئة ألف أو يزيدون أردتَ أنْ تُهْلِكَهم؟ فخرج فإذا هو بغلام يَرعى غنمًا، فقال: مَن أنت يا غلامُ؟ قال: مِن قوم يونس، قال: فإذا رجعتَ إليهم فاقرأْ عليهم السلام، وأخبِرْهم أنَّك قد لقيتَ يونس، فقال له الغلام: إنْ تكُ يونسَ فقد تعلَمُ أنَّ مَن كذَبَ ولم تكن له بينة