للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}: أي: إنما ينتفع بهذه المواعظ والأمثال مَن كان له عقل، فيتدبَّرُ به.

وقرأ حمزة ونافع: {أمَن} بالتخفيف (١)، وله وجهان:

أحدُهما: أنه استفهام بالألف.

والثاني: أنه نداء بالألف؛ أي: يا مَنْ هو قانت وكذا أبشِرْ بالثواب والنجاة مِن النار.

وقال ابن عباس ومقاتل: نزلت في عمار بن ياسر (٢).

وقال الضحاك والسُّدِّي: نزلت في عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه (٣).

وقولُه تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ}: يعني: عمارًا وعثمان، {وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}: يعني: أبا حذيفة بن المغيرة، وكذا الأول: {ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ}: هي فيه (٤).


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٦١)، و"التيسير" للداني (ص: ١٨٩)، وهي قراءة ابن كثير أيضًا من السبعة.
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٢٥٠) عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
وذكر الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٢٤) عن مقاتل أنها نزلت في عمار بن ياسر، وأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد اللَّه المخزومي.
(٣) رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهم كما في "الدر المنثور" (٧/ ٢١٤) عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما.
وفي "تفسير السمعاني" (٤/ ٤٦١)، و"تفسير البغوي" (٧/ ١١٠)، عن الضحاك أنها نزلت في أبي بكر وعمر رضي اللَّه عنهما.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٣٧٥)، وذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٢٤)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١١٠).