للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}: للمؤمنين، {شَدِيدِ الْعِقَابِ}: للكافرين.

وقال أيضًا (١): {ذِي الطَّوْلِ}: أي: ذي الغِنى عمَّن لا يُوَحِّدُه (٢).

وقال الضحاك: ذي المَنِّ (٣).

وقال قتادة رحمه اللَّه: ذي النِّعَم (٤).

وقال الإمام القُشَيري رحمه اللَّه: {غَافِرِ الذَّنْبِ}: للظالمين، {وَقَابِلِ التَّوْبِ}: للمُقْتصِدين، {شَدِيدِ الْعِقَابِ}: للمشركين، {ذِي الطَّوْلِ}: للسابقين (٥).

* * *

(٤) - {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}.

وقولُه تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}: أي: ما يُخاصِمُ في كتاب اللَّه الذي هو تنزيلُ الكتاب مِن اللَّه العزيز العليم لِيدفعَه بالأباطيل، فيقول مرَّةً: هو سِحْر، ومرَّةً: هو قول الكَهَنة، ومرَّةً: هو أساطير الأولين، ومرَّةً: يُعَلِّمُه بشَر، وأشباه ذلك = إلَّا الذين كفروا نِعَمَ اللَّه مِن سلامة البُنْية وتمام العقل، فلا يُقابلونه بالشكر.


= قلت: وفيه أيضًا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف كما في "التقريب".
(١) في (ف) و (أ): "ابن عباس".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٢٧٨) بلفظ: ذي السعة والغنى.
(٣) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٦٤)، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ١٤٢) عن عكرمة، وعزاه -يعني خبر عكرمة- السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٢٧٢) إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٢٧٨)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٦٤) عنه، وابن فورك في "تفسيره" (٢/ ٣٤١) عن ابن عباس وقتادة.
(٥) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٣/ ٢٩٥).