للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: {فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}: أي: فلا تغترَّنَّ بإمهالي إياهم سالِمين في أموالهم وأبدانهم، يتصرَّفون في البلاد كيف يشاؤون للتِّجارات والمَعاش، فتتوهَّمَ أنَّ ذلك لخفاء أحوالهم عليَّ أو لرِضايَ بكفرهم، فإني وإنْ أمهلتُهم سآخذُهم وأنتقِمُ لكَ منهم، كما فعلتُ بأشكالهم مِن الأولين.

* * *

(٥) - {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}.

وقولُه تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}: أي: نبيَّهم {وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ}: أي: والأمم المُتحزِّبة على الكفر؛ أي: المجتمِعة؛ كقوم عاد وثمود وغيرهم.

وقولُه تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ}: أي: وعزَمَتْ {بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ}: وقيل: لِيحبِسوه وليُعذِّبوه. وقيل: ليقتلوه.

وقولُه تعالى: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ}: أي: خاصموا رسلهم بما لا حقيقةَ له، وبما لا فائدةَ فيه.

{لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ}: أي: لِيُبطلوا به الحق، ويُزيلوه عن موضعه، وهو ما يَحِقُّ اعتقادُه واستعمالُه، وما له ثَباتٌ في العقول.

{فَأَخَذْتُهُمْ}: بالعذاب المستأصِل {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}: أليس كان فظيعًا في الذِّكْر، واقعًا موقع الاعتبار لأولي الفِكْر؟! فأنا أفعلُ بقومكَ كذلك إنْ أصرُّوا على خِلافكَ وإيذائك.

* * *

(٦) - {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}.