{وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}: لإقامة الأبدان، و بهيا يُتمكَّنُ مِن التأمُّل في البرهان.
{وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ}: أي: وقد جعلتُ لكم عقولًا تُعرِّفُكم هذه الدلائلَ لِمَن تفكَّرَ وتذكَّرَ، وما يتذكَّرُ إلا مَن يرجع إلى اللَّه؛ أي: يتدبَّر بعقله، فيُدرك الآيات، ويعلم أنَّ اللَّه واحد لا شريك له، فيرجع إليه وحده.
قولُه تعالى:{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}: أي: الطاعة والانقياد والعبادة {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}: أي: وإنْ كرِهَه مَن خالف هذا مِن الجُهَّال الذين لا يتذكَّرون.
وقولُه تعالى:{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}: أي: هو عالي الصفات.
وقيل: أي: هو رافعُ درجاتِ عباده المُطيعين له على حسب مساعيهم.
وقولُه تعالى:{ذُو الْعَرْشِ}: أي: ذو المُلْك والسُّلْطان.
وقيل: مالك السَّريرِ الأعظم الذي هو فوق السماوات.
وقولُه تعالى:{يُلْقِي الرُّوحَ}: أي: يُنزِّلُ الوحي. قاله قتادة والضحاك وابن زيد رحمهم اللَّه (١)؛ سُمِّيَ به لأنه يَحيا به القلبُ بخروجه عن الحَيْرة إلى المعرفة.
وقيل: أي: يُنزِّلُ جبريل؛ كما قال:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}[الشعراء: ١٩٣].
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٢٩٥) عن قتادة، وروى عن الضحاك وابن زيد أن المقصود بالروح: القرآن، والمعنى متقارب.