للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقولُه تعالى: {مِنْ أَمْرِهِ}: أي: بأمره.

{عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}: فيختاره للرسالة.

{لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ}: أي: لِيُخوِّفَ هذا المبعوثُ بالرسالة الخَلْقَ بيوم القيامة الذي هو يوم اجتماع أهل السماوات وأهل الأرض، واجتماع الأوَّلِين والآخِرين، ويوم يَلقى الإنسانُ عملَه وجزاء عمله، ويَلقى ملائكة البِشارة وملائكة العذاب.

* * *

(١٦) - {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.

وقولُه تعالى: {يَوْمَ هُمْ}: أي: الخَلْقُ {بَارِزُونَ}: أي: خارجون مِن قبورهم، ظاهرون لا يسترُهم شيء؛ لأن الأرض يومئذ قاعٌ صَفْصَفٌ، لا عِوَجَ فيه ولا أَمْتَ. والبُروز: الخروج.

وقولُه تعالى: {لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ}: ممَّا عمِلوه على كثرتهم، قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}، وقال: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}.

وقولُه تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}: أي: فيُنادى فيهم ذلك اليوم: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}؟ فيُجيب العبادُ كلُّهم مؤمنهم وكافرهم:

{لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}: لزوال الشُّكوك عنهم، ووقوع الضرورة بهم إلى المعرفة بوحدانيَّته.

وهو إخبار بأن المُلْك يوم القيامة للَّه وحده؛ لأنَّه لا تفلُّتَ يومئذ ولا توثُّبَ كما يكون في الدنيا، ولا يُفوَّضُ إلى أحد حُكْم كما يكون في الدنيا، وهو كما قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وقال: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا} [الانفطار: ١٩].