وقولُه تعالى:{يَوْمَ هُمْ}: أي: الخَلْقُ {بَارِزُونَ}: أي: خارجون مِن قبورهم، ظاهرون لا يسترُهم شيء؛ لأن الأرض يومئذ قاعٌ صَفْصَفٌ، لا عِوَجَ فيه ولا أَمْتَ. والبُروز: الخروج.
وقولُه تعالى:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}: أي: فيُنادى فيهم ذلك اليوم: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}؟ فيُجيب العبادُ كلُّهم مؤمنهم وكافرهم:
{لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}: لزوال الشُّكوك عنهم، ووقوع الضرورة بهم إلى المعرفة بوحدانيَّته.
وهو إخبار بأن المُلْك يوم القيامة للَّه وحده؛ لأنَّه لا تفلُّتَ يومئذ ولا توثُّبَ كما يكون في الدنيا، ولا يُفوَّضُ إلى أحد حُكْم كما يكون في الدنيا، وهو كما قال:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وقال:{يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا}[الانفطار: ١٩].