وقولُه تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}: أي: يعلم يوم القيامة ما كان منهم مِن خيانة الأعين وإخفاء الصُّدور.
والخائنةُ بمعنى المصدر؛ كالكاذبةِ في قوله:{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}[الواقعة: ٢]، واللَّاغِيَةِ في قوله:{لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}[الغاشية: ١]، وكقولهم: سمعتُ راغِيَةَ الإبل وثاغِيَةَ الغنم (١).
وخائنةُ الأعين: هي ما ينظر إليه الإنسان مُسارَقةً مِن حيث يرى مَن حضرَه أنه ليس بناظر إليه.
وأصلُ الخيانة: الإخفاء لِمَا لا يحب الخائن إظهارَه.
وقيل: الخائنة: نعت للنَّظْرة، أو الإشارة، أو الغَمْزَة، ونحوِها.
وقيل في الجَمْع بين الكلامين: هو أنْ ينظر إلى أجنبية بشَهْوةٍ مُسارقةً، ثم يتفكَّرَ بقلبه في حالها وجمالها، ولا يعلمُ بنَظْرته وفِكْرته مَن بحضرته، واللَّه تعالى عالمٌ بذلك كله.
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هذا رجل يكون في القوم، فتمُرُّ بهم المرأة،