للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيلحَظُها إذا غفَلوا، ويغُضُّ بصره إذا نظروا (١)، ويُريهم أنه لا يلحَظُها (٢).

وقال الإمام القُشَيري رحمه اللَّه: خائنةُ أعين المُحبين استحسانُهم شيئًا، ولذلك قالوا:

يا قُرَّةَ العين سَلْ عيني هل اكتحَلَتْ... بمَنْظَرٍ حسَنٍ مذْ غِبْتَ عن عيني (٣)

وقال آخر:

فقلت إذا استحسنَتْ غيركم... أمرتُ الدُّموعَ بتأديبها (٤)

ومنها (٥): أنْ يأخذهم السُّبَات في أوقات المناجاة؛ وفي الخبر: كذبَ مَن ادَّعى محبَّتي، فإذا جنَّه الليلُ نام عني (٦).


(١) في (أ) و (ف): "نظروه".
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١٧٢٢٨)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٢٨٢) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) كذا في النسخ، وفي "اللطائف": عن بصري.
(٤) البيت أورده العسكري في "الصناعتين" (ص: ٤٤٦)، والتوحيدي في "البصائر والذخائر" (٨/ ١٧٩)، والثعالبي في "التمثيل والمحاضرة" (ص: ٢١١) من غير نسبة، ونسبه السري الرفاء في "المحب والمحبوب" (ص: ١٢) لابن المعتز. وفي بعض المصادر: (فعيني) بدل "فقلت".
(٥) أي: ومن خائنة أعينهم.
(٦) ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب" (٢/ ٩١) بصيغة: روي، والغزالي في "الإحياء" (٤/ ٣٣٣) نقلًا عن الزبور مما أوحاه اللَّه إلى داود. وقدم له القشيري في "لطائف الإشارات" بقوله: وقد جاء في قصة داود عليه السلام.
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٩٩)، والدينوري في "المجالسة" (١٣٢) عن الفضيل بن عياض. ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٤/ ١٣٨)، وأبو الحسين الطيوري في "الطيوريات" (٣/ ١٠٣٤) عن أبي سليمان الداراني، ومثله يروى للاعتبار والعظة لا من حيث نسبته إلى الرب تبارك وتعالى.