للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومنها: أنْ يكون لهم عِلْم بقلوبهم بما تقع عليه عيونهم، ينظرون ولكنْ لا يُبصرون.

ومنها: أن تخرج منها قَطْرَةُ دمعٍ تأسُّفًا على مخلوق يفوت في الدنيا والآخرة، وعلى أنفسهم (١).

* * *

(٢٠) - {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

وقولُه تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}: يُجازي العباد على العمل والنَّظْرة والفِكْرة في الخير والشر {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ}؛ أي: والذين يعبدونهم مِن دون اللَّه لا يَقْدِرون أنْ يَقْضوا بشيء.

وقولُه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}: أي: إنما يقوم بالجزاء على الأعمال مَن لا يخفى عليه شيء مِن المرئِيَّات والمسموعات، واللَّهُ تعالى سامعٌ كلَّ مسموع، ومُبْصِرٌ كلَّ مُبْصَر، فهو القائم بذلك، والأصنام ليست لها هذه الصفة، فليس لها هذا الاستحقاق.

* * *

(٢١) - {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ}.

وقولُه تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} وهذا استفهام بمعنى الإثبات؛ أي: قد ساروا في الأرض.


(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٣/ ٣٠٣).