وقولُه:{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ}: أي: أُعجِبوا بما كان عندهم مِن تقليد آبائهم في الشرك، وقالوا في معجزات الأنبياء: هي تخابيل (١)، وذلك جهلٌ في الحقيقة توهَّموه عِلْمًا، وتمسَّكوا به مُغْتَبِطين بذلك.
وقيل: بما عندهم مِن عِلْم أمور الدنيا مِن الصناعات، ولم يُقْبِلوا على علوم الدِّين.
وقيل: هو في أهل الكتاب، فرحوا بما عندهم في كتابهم، فلم يَقْبَلوا غيره مِن الكتاب المُنْزَل، وخبَر النبي المُرْسَل.
وقولُه تعالى:{وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}: يعني: ونزَلَ بهم ما كانوا يستهزئون به مِن العذاب الذي كان يتوعَّدُهم به.
وقيل: أي: نزَلَ بهم ضرَرُ استهزائِهم بالرسل والآيات.