للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}: أي: فكان حُكْمي فيهم ألَّا ينتفعوا بالإيمان حالةَ البَأْس؛ لأنَّه حالَ زَوالِ الغَيْب، وفواتِ الاختيار، وتحقُّقِ الاضطرار.

{سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ}: أي: كَسُنَّةِ اللَّه تعالى في الكفار الذين مضَوا قبلهم أنَّ إيمانهم حالةَ البَأْس لم ينفعْهم، ولم يقبَلْه اللَّه تعالى منهم؛ كما قال في حقِّ فرعون: {إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} الآية [يونس: ٩٠]، وغير ذلك.

{وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}: أي: هلَكوا حينئذ.

وقيل: {لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}: أي: العذابَ في القبر.

وقال مقاتل: {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ}: في الأمم الخالية أنَّ الإيمان لا ينفعُهم عند مُعايَنة العذاب (١).

وقال الكلبي: سُنَّة اللَّه أنَّ مَن كفَرَ باللَّه عذَّبَه اللَّه.

نعوذُ باللَّه مِن الكُفْر والكُفْران، ومِن اكتساب الذُّنوب والعِصْيان، ومن الفُرْقة والهِجْران، والغَفْلة والنِّسْيان، والذِّلَّة والهَوَان، والخِزْية والخُسْران، ونسألُه المغفرة والرِّضْوان، وعُلُوَّ الرُّتْبة والجِنان، والحُور والقُصور والوِلْدان والغِلْمان (٢).

* * *


(١) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٧٢٣)، وذكره عنه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٢١٦).
وروى الطبري نحوه في "تفسيره" (٢٠/ ٣٧٤) عن قتادة.
(٢) في (أ): "والحمد للَّه" بدل قوله: "نعوذ باللَّه. . . " إلى هنا.