للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعلماءِ الراسخين كالزُّهريِّ، والقاضي بكرِ بن العلاءِ القشيريِّ، والقاضي أبي بكرِ بنِ العربيِّ وغيرِهم (١).

- ولعل من أجملِ تحقيقاته: استدلالُه على أن الذبيح إسماعيلَ بما يظهر منه قوةُ عقلِه وحُسنُ استنباطه وفهمِه، وذلك في قوله تعالى في سورة هود: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: ٧١] فقال: ودلَّت الآيةُ أنَّ الذَّبيح هو إسماعيل، فإنَّ اللَّه تعالى بشَّر إبراهيم عليه السَّلام بأن يكون لإسحاق ولدٌ، وكان يعلمُ أنَّه لا يموت حتَّى يُولَد له ذلك، فلا يكون على هذا في الأمرِ بذبح هذا الولد امتحانٌ، إذ يَعلمُ أنَّه لا يتحقَّق فيه الذَّبح للحال، فتعيَّن للابتلاء الولد الآخر، وهو إسماعيل.

- وكذا استدلاله أن زوجاته -صلى اللَّه عليه وسلم- من أهل بيته من قوله تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: ٧٣]، حيث قال: وفيه ردٌّ على مَن أنكرَ مِن الرَّافضة أنْ يكونَ أزواجُ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِن أهلِ البيت في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب: ٣٣].

- وفي قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} [الصافات: ٨٣] قال: أي: مِن مُتَّبِعيه -يعني: نوحًا- إبراهيمُ الخليلُ عليه السَّلامُ.

ثم ذكر عن الفرَّاء قوله: وإنَّ مِن شيعةِ محمَّدٍ لَإبراهيمَ.

وتعقَّبه بقوله: وفيه بُعْدٌ.

- ومن ذلك ما نقلَه عند تفسيرِ: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} [آل عمران: ٤٠] عن الكلبيِّ من أنَّ قوله: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} هذا خطابٌ منه لجبريل عليه السَّلام، ومعناه: يا سيِّدي.


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (١٧/ ١٥٧)، وانظر: "المفهم" (١/ ٤٠٦) لأبي العباس القرطبي شيخ المفسر، وهو المراد بقوله: قال علماؤنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>