للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنَّ العذاب نازلٌ بأُمَمهم كما أوحى إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- شأنَ يومِ بدرٍ وغيرِه (١).

وقال عكرمة: سأل نافع بن الأزرقُ ابنَ عباس عن قوله: {حم (١) عسق}، فقال: حاءٌ حِلْمُه، ميمٌ مَجْدُه، عَين عِلْمُه، سينٌ سَناؤُه، قافٌ قُدْرَتُه، أقسمَ اللَّه بها (٢).

وفي رواية أبي الجَوْزاء: أنَّ ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال لنافع: عَينٌ عذابٌ، سينٌ مَسْخٌ، قافٌ قَذْفٌ (٣).

ورُوِي أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لَمَّا نزلت هذه الآية عُرِفَتِ الكآبةُ في وجهه، فقيل له في ذلك، فقال: "أُخْبِرْتُ ببلاءٍ ينزلُ بأُمَّتي مِن مَسْخٍ وخَسْفٍ وقَذْفٍ، ونارٍ تحشُرُهم، وريحٍ تقذِفُ بهم في اليمِّ، وآياتٍ مُتتابعاتٍ مُتَّصِلةٍ بنزول عيسى وخروج الدَّجَّال" (٤).

وقال شَهْر بن حَوْشَب: حاءٌ: حربٌ يَعِزُّ فيها الذَّليل، ويَذِلُّ فيها العزيز في قريش، ثم تُفْضِي إلى العرب، ثم تُفْضِي إلى الحجم، ثم تمتَدُّ إلى خروج الدَّجَّال (٥).

وقال عطاء بن أبي رباح: حاءٌ: حربٌ في أهل مكة تُجْحِفُ بهم حتى يأكلوا


(١) ذكر نحوه مقاتل في "تفسيره" (٣/ ٧٦٣).
وأما السدي فقد ذكر عنه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٢٣٥) أنه قال: الحاء حلمه، والميم ملكه، والعين عظمته، والسن سناؤه، والقاف قدرته، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٠٣) أنه قال: العين من العزيز، والسين من السلام، والقاف من القادر.
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٠٢)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٤٢)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ١٨٠).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٠٢)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٧/ ٢٧١).
(٤) ذكره بهذا السياق الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٠٢)، وأصل الحديث دون ذكر الآية ثابت بأسانيد صحيحة، فقد رواه مسلم (٢٩٠١)، والترمذي (٢١٨٣)، والإمام أحمد في "مسنده" (٦١٤٣) عن حذيفة بن أسيد رضي اللَّه عنه.
(٥) ذكره السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٢٣٥)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٠٣).