وقولُه تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا}: فلم يستجيبوا {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}؛ أي: حافظًا لأعمالهم حتى تكون أنت المُحاسِبَ لهم بها.
وقيل: أي: مُوَكَّلًا بهم لا تُفارِقُهم دون أنْ يؤمنوا.
وقولُه: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}: أي: ما عليك إلا تبليغُ الرسالة.
{وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ}: عرَّفَهم أنَّ إعراضَهم عن الاستجابة لاغترارهم بما وسَّعَ اللَّهُ تعالى عليهم مِن الدنيا، وساقَ إليهم مِن النِّعْمة، ورزَقَهم مِن الأَتْباع والأولاد.
وقال: إنَّا إذا أنعَمْنا على الكافر بَطِرَ بالنِّعْمة وطغى وتكبَّرَ عن الانقياد للحق، وقدَّرَ أنَّ النِّعْمة إنما جاءته لفَضْلٍ له واستحقاقٍ منه، فلم يشكرْ للَّه تعالى، واستعانَ بنعمته على معصيته، وإذا أصابَتْه بَلِيَّةٌ ترَكَ الصَّبرَ والتَّسليمَ للَّه، وسخِطَ قضاءَ اللَّهِ، فكفَرَ به وبنعمته.
وقولُه تعالى: {فَرِحَ بِهَا}: وُحِّدَ على اللفظ، وقوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ}: جُمِعَ على المعنى.
* * *
(٤٩) - {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}.
وقولُه تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: ومَن ملَكَ ذلك لم يَعْجِزْ عن مُعاجَلةِ الكافر بالعقوبة.
{يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا}: أي: بناتٍ؛ كما وهَبَ لِلُوطٍ.
{وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}: أي: البنين؛ كما وهَبَ لإبراهيم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute