للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٥٠) - {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.

{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا}: أو يقْرِنُ لهم بنين وبناتٍ؛ كما فعَلَ بمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.

{وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا}: أي: لا يُولَدُ له ولدٌ؛ كما كان لعيسى ويحيى عليهما السلام.

{إِنَّهُ عَلِيمٌ}: بذات الصدور؛ أي: بكلِّ شيء (١).

{قَدِيرٌ}: على كلِّ شيء، فكان إعطاءُ الأموالِ والأولادِ والأملاكِ والأَشْياع مِن اللَّه تعالى لِمَن شاء كما شاء.

ثم قولُه: {وَإِنَاثًا} على التنكير، وقولُه: {الذُّكُورَ} على التعريف، وقولُه تعالى: {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} على التنكير فيهما؛ لِمَا أنَّ (٢) الجنسين معهودان معروفان في الجملة، فيجوز على هذا الحَذْفُ والإدخالُ جميعًا في كل واحد منهما، والإدخالُ لكونهما مَعْهُودَين، والحذفُ لكونهما غيرَ موجودَين، فلما كان المَعْنَيانِ مُتقاربَين جازَ كلُّ واحد منهما في الجنسين، وجازَ الجَمْعُ في آية واحدة (٣) بين الوجهين؛ كالجمع بين اللغتين: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق: ١٧]، {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم: ٣].

ولأنَّ المعنى: يهَبُ لِمَن يشاء أولادًا إناثًا، وهو كذِكْرِ النَّعْت وإضمارِ المنعوت، ونَكَّرَ في الأول، ثم أعادَ ذلك ثانيًا، فصار معرفةً، وصار تقديرُه:


(١) "بذات الصدور؛ أي: بكل شيء" ليس في (أ). ولعل قوله: "بذات الصدور" سهو، وإنما هو في آيات أخرى.
(٢) في (ف): "لأن" بدل: "لما أن".
(٣) في (ر) و (ف): "أخرى".