للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}: أي: إنكم في العذاب أبدًا لابِثون، يُجيبُهم بهذا بعد ألف سنةٍ. كذا قاله ابن عباس رضي اللَّه عنهما (١).

{لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}: قيل: هو من تمامِ قولِ (٢) مالك.

وقيل -وهو الأوجهُ-: هو ابتداءُ خطابٍ مِن اللَّه تعالى لمُشْركي العرب مِن (٣) قريش.

ومعناه: لقد أورَدْنا عليكم الحُجَجَ، فأخبَرْناكم بما أنتم صائرون إليه يوم القيامة {وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}: مُسْتَثْقِلون للنَّظَرِ والتأمُّلِ فيها.

هذا وصفُ أكثرِهم، والباقون مُقَلِّدون لهم.

* * *

(٧٩ - ٨٠) - {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}.


(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٧٩٠)، وابن أبي الدنيا في "صفة النار" (٨٥)، والطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٦٤٩)، والدولابي في "الأسماء والكنى" (٨٢٢)، والحاكم في "المستدرك" (٣٦٧٧) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
ورواه الترمذي (٢٥٨٦)، والفسوي في "مشيخته" (١٥١)، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (٥٤٧) عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه مرفوعًا، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٧/ ١٢٣) عنه موقوفًا.
قال الترمذي: إنما نعرف هذا الحديث عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قوله، وليس بمرفوع.
ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٦٥٠) عن السدي.
(٢) في (ف): "كلام".
(٣) "العرب من" ليس في (أ) و (ف).