للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٨٢ - ٨٣) - {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٨٢) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}.

{سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}: أي: تنزيهًا للَّه تعالى مِن قول هؤلاء.

وقولُه تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}: أي: فدَعْهم -يا محمد- وخَوْضَهم في الباطل، ولَعِبَهم في الدِّين بالجدال بما لا حقيقةَ له، واشتغالَهم بالدنيا التي هي لعِبٌ، حتى يجيئوا يوم القيامة فيَلْقَوا ما يوعدون فيه.

* * *

(٨٤ - ٨٥) - {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٨٤) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

وقولُه تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}: أي: وهو المُسْتحِقُّ للعِبادة في السماء، لا مُسْتَحِقَّ لها في السماء غيرُه، ولا أحدَ يستحقُّ صفةَ الإلهيَّةِ سواه، فلا ولدَ له في السماء ولا شريكَ، وهو في الأرض إلهٌ، ولا ولدَ له في الأرض ولا شريك له، وهو إبطالُ قولِ القائلين بأنَّ الملائكةَ في السماء بناتُه، والمسيحَ في الأرض ابنُه، وإبطالُ قولِ عبَدَةِ الشمس والقمر والنجوم.

وقولُه تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ}: في أقواله وأفعاله {الْعَلِيمُ} بما كان، وما يكون، وما لم يكن -ولا يكونُ- أنْ لو كان كيف كان يكون.


= نسبة، وفيهما أن القائل له ذلك الوليد بن المغيرة، وليس عبد اللَّه بن الزبعرى.
وذكر نحوه مقاتل في "تفسيره" (٣/ ٨٠٥)، ونقله عنه السمرقندي في "تفسيره" (٣/ ٢٦٥).