للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيدة: أي: أولُ مَن يَعْبَدُ مِن ذلك؛ أي: يجحدُه ويستنكرُه وينتفي منه، قال الفَرَزْدَقُ:

أولئك أَكْفائي (١) فجِيئوا بمِثْلِهم... وأعبَدُ أنْ أهجو كُلَيبًا بدارِمِ (٢)

والفعل مِن باب: (علِمَ).

وقال القُتَبي: إنْ كان هذا مِن زعمكم ولم تُوحِّدوه، فأنا أوَّلُ الموحِّدين (٣).

وقيل: {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ}؛ أي: ما كان للرحمن ولدٌ (إنْ) للنفي، فأنا أوَّلُ الموحِّدين.

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: لَمَّا نزلت هذه الآيةُ فرِحَ المشركون، وظنُّوا أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تابعَهم على رأيهم، فقال النَّضْرُ بنُ الحارث: لقد وافقَنا محمد فيما نقولُ، وفطِنَ له عبد اللَّه بن الزِّبِعْرَى، فقال: إنه يقول: ما كان للرحمن ولدٌ (٤).


(١) في (ر): "آبائي".
(٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (٢/ ٢٠٦).
وصدر البيت في "مجاز القرآن" و"تهذيب اللغة" (٢/ ١٤١)، و"جمهرة الأمثال" للعسكري (١/ ٥١٢)، برواية:
أولئك قوم إن هجوني هجوتهم
وذكره ابن السكيت في "إصلاح المنطق" (ص: ٤٥)، والجوهري في "الصحاح" (٢/ ٥٠٣)، برواية:
أولئك أحلاسي فجئني بمثلهم
وذكره المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح الكافي" (ص: ١٨٥)، برواية:
أولئك أكفائي فجئني بمثلهم
(٣) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص: ٢١٧).
(٤) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٣٥١)، وذكره الزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٢٦٦) من غير =