للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أي: بعد الموتةِ الأولى في الدنيا.

وقيل: أي: لكنِ الموتةَ الأولى قد ذاقُوها.

{وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}: أي: حَفِظَهم عما فيه أهلُ النار مِن العذاب.

* * *

(٥٧ - ٥٩) - {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ}.

{فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ}: أي: تَفَضُّلًا عليهم مِن غير استحقاقٍ لأحدٍ، فإنَّ العبدَ لا يستحِقُّ على اللَّه شيئًا.

{ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}: أي: الظَّفَرُ العظيمُ بكل محبوبٍ، والخَلاصُ العظيمُ مِن كل مكروهٍ.

وقولُه تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ}: أي: يَسَّرْناهُ على لسانك، فتقرَؤُه مِن غير كتابةٍ ولا نظَرٍ في مكتوبٍ.

وقيل: أي: أنزَلْناهُ مُيَسَّرًا بلسانكَ ولسانِ قومكَ، وهو العربيَّةُ.

وقولُه تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}: أي: لِيَتَذَكَّروا ويَتَّعِظوا به ويفهموا معانِيَه.

و {يَسَّرْنَاهُ}: ترجِعُ الكِنايةُ فيه إلى الكتاب المذكور في أول السورة.

{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ}: أي: فانتظِرْ ما وعَدْناكَ مِن النَّصْرِ والظَّفَرِ والعُلُوِّ في الدنيا والآخرة، فإنهم مُنْتَظِرون ما أَوْعَدْناهم به مِن العذاب في الدنيا والآخرة؛ أي: صائرون إلى ذلك وإنْ لم يعتقِدوه فيَنتظِروه.