للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{الْعَزِيزِ}: المنيعِ بجلاله {الْحَكِيمِ}: المُصيبِ في أقواله وأفعاله.

ويجوز أنْ يكون تقديرُه: تنزيلُ الكتابِ العزيزِ الحكيمِ مِن اللَّه، فيكونان صِفَتَينِ للكتاب.

ومعنى {الْعَزِيزِ}: ما مرَّ في قوله: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت: ٤١]، و {الْحَكِيمِ}: هو المُحْكِمُ، أو الحاكِمُ، أو ذو الحِكْمة.

* * *

(٣ - ٥) - {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

وقولُه تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}:

قرأ حمزةُ والكسائيُّ: {آياتٍ} بالكسر في الجميع على أنها كلَّها عمِلَتْ فيها كلمةُ {إِنَّ}، وقرأ الباقون بالرفع في الثاني والثالث (١) على أنه خبَرُ قولِه تعالى: {وَمَا يَبُثُّ}؛ أي: وفيما يبُثُّ؛ أي: يُفَرِّقُ وينشُرُ في الأرض.

وقولُه تعالى: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}: أي: وفي اختلافِ الليل والنهار.

{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ}: أي: وفي تصريف الرياح، وهو تَقْلِيبُها شمالًا وجنوبًا وصَبًا ودَبُورًا.

ومعنى الآيات: أنَّ مَن تدبَّرَ خَلْقَ السماوات والأرض في عِظَمِ خَلْقِهما وما


(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٩٤)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٨).