للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣٣ - ٣٤) - {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٣) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}.

{وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا}: أي: ظهَرَ لهم عند الوقوع (١) في العذاب أنَّ ما عمِلوه مِن الشرك والمعاصي كانت سيئاتٍ.

{وَحَاقَ بِهِمْ}: أي: نزَلَ بهم، وقيل: أحاطَ بهم.

{مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}: أي: العذابُ الذي كانوا يُوعَدون به، فلا يُصَدِّقونه، ويستهزؤون بقائله، ويقولون: متى هذا الوعد؟! ويُنْغِضُون إليكَ رؤوسَهم ويقولون: متى هو؟!

{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ}: أي: تقولُ لهم الملائكة بأمرنا: اليومَ نتركُكم في النار تَرْكَ النَّسْيِ المَنْسِيِّ {كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}: أي: ترَكْتُم ذِكْرَه والاستعدادَ له.

{وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}: أي: مانعين عنكم العذابَ.

* * *

(٣٥) - {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}.

{ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}: أي: هذا العذابُ بأنكم في الدنيا جعلتُم ما يُتلى عليكم مِن آيات كتاب اللَّه مَحَلَّ الهُزْءِ الذي لا ينبغي الإقبالُ عليه ولا التَّفَكُّرُ فيه.

{وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}: أي: اغْتَرَرْتُم بها.

{فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا}: ليس مُتَّصِلًا بالكلام الأوَّل الذي كان مِن خِطاب الملائكة لهم، بل هو ابتداءُ إخبارٍ مِن اللَّه أنهم لا يُخرجون مِن النار أبدًا.


(١) في (أ): "الرجوع".