للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}: أي: يُسْتَرْضَون؛ يعني: لا يُطالَبون بإرضاء اللَّه تعالى بالتوبةِ عن الشرك والمعاصي، والعملِ بالإيمان والطاعة؛ إذ هُم في دار الجزاء الذي لا تُقْبَلُ فيها توبةٌ، ولا تُقالُ فيها عَثْرةٌ.

* * *

(٣٦ - ٣٧) - {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

قولُه تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: ختَمَ السورةَ بما علَّمَ عِبادَه مِن الثناء الذي يُخْرِجُ قائِلَها ومُعْتَقِدَها عن الشرك الذي ذُمَّ به أهلُه في هذه السورة، وأُوعِدوا عليه بالنار.

وهو أيضًا إخبارٌ أنَّ المُسْتَحِقَّ للثناء والمدح والشكر على النِّعَم هو اللَّهُ الذي خلَقَ السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، وهو حافظُهما والقائمُ بتدبيرهما، وهو مُدَبِّرُ العالَمين مِن الجن والإنس والملائكة وكُلِّ الحيوانات، ومالِكُها وحافِظُها وناصِرُها (١) ومُصَرِّفُها على ما أراد.

{وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: العَظَمةُ والجلالُ والقُدْرةُ والكمال.

{وَهُوَ الْعَزِيزُ}: المنيعُ بسلطانه وجلاله.

{الْحَكِيمُ}: المُصِيبُ في أقواله وأفعاله.

* * *


(١) "وناصرها" ليس من (أ).