للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

وقولُه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}: فسَّرْناه في (حمَ) السجدة.

{فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: وهم خِلافُ الطَّبَقةِ الأولى.

وقولُه تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} (١): قرأ عاصمٌ وحمزةُ والكسائيُّ: {إِحْسَانًا}، وقرأ الباقون: {حُسْنًا} (٢).

عرَّفَ اللَّهُ تعالى بهذه الآية والتي بعدها اختلافَ أحوالِ الناس في التَّمَرُّدِ والعُتُوِّ والإصرارِ على الشرك، وفي الإِصْغاء إلى النَّصيحةِ، وقبولِ الدَّعوةِ إلى الإيمان مِن الأبوين، فإذا (٣) كان كذلك في الوالدين والولدِ لم يَبْعُدْ في النبي عليه السلام وقومِه.

يقول: أمَرْنا الإنسانَ في حقِّ والديه بالإحسان، ثمَّ بيَّنَ السَّبَبَ فقال:

{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}: قرأ ابنُ كثيرٍ ونافعٌ وأبو عمرو بفتح الكاف، والباقون بالضم (٤)، وكلاهما لغةٌ، ومعناهما: المَشَقَّةُ.

{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}: أي: مُدَّةُ حَمْلِه ومُدَّةُ فِطامِه ثلاثون شهرًا، وقد قال في آيةٍ أخرى: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، فبقِيَ للحَمْلِ ستةُ أشهرٍ، وهي أدنى مُدَّةٍ يُتَصَوَّرُ فيها وَضْعُ الولدِ.


(١) في (ر) و (ف): "حسنًا"، وهما قراءاتان متواترتان.
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ١٦٣)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٩).
(٣) في (ف): "وإن".
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٩٦)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٩).