للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}: أي: أباطيلُ كتبَها الأوَّلون.

* * *

(١٨ - ١٩) - {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (١٨) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}: أي: هؤلاء الأولاد في الأشرارِ الذين وجَبَ عليهم {الْقَوْلُ}؛ أي: الوعيدُ {فِي أُمَمٍ}؛ أي: مع أُمَمٍ.

{خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}: أي: هالِكين.

وقيل: مَغْبُونين بفَوْتِ الثواب، وحُلولِ العقاب.

وقولُه تعالى: {وَلِكُلٍّ}: أي: ولكُلٍّ مِن الأبرارِ والفُجَّارِ.

{دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}: مراتبُ (١) في الطاعة والمعصية، والثواب والعقاب.

{وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ}: فيه مُضْمَرٌ؛ أي: ففَعَلْنا ذلك لِنوفِّيَهم جزاءَ أعمالِهم.

{وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}: بالعُقوبة مِن غير ذنبٍ، ولا نُقْصانِ أجرٍ على طاعة.

وقال السُّدِّي والضحاك: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ}: نزلَتْ في سعد بن أبي وقَّاص (٢)، وقد بيَّنَّا القِصَّةَ في سورة العنكبوت وفي سورة لقمان (٣).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومقاتلٌ: هو أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنهم (٤).


(١) في (ف): "مراتب مما عملوا".
(٢) ذكره عنهما الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٢).
(٣) انظر ما تقدم عند تفسير الآية (٨) من سورة العنكبوت، والآية (١٤) من سورة لقمان.
(٤) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٠/ ٣٣٨) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وقاله مقاتل في "تفسيره" (٤/ ٢٠). والكلبي ومقاتل متروكان.