للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال محمد بن إسحاق: هو أبو بكر بنُ أبي قُحافةَ، واسمُ أبي قحافة عثمانُ بنُ عمرو، واسمُ أمِّ أبي بكر أمُّ الخير بنتُ صَخْرِ بنِ عمرو بنِ عامر مِن بني تميم (١) بنِ مُرَّة، حمَلَتْه في البطن تسعةَ أشهرٍ، وفصَلَتْه مِن اللَّبَن لأحدٍ وعشرين شهرًا، فذلك ثلاثون شهرًا، فلما بلَغَ أبو بكر أربعين سنة صدَّقَ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال لربه: {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ}: هو عبد الرحمن بن أبي بكر، دعاه أبواه إلى الإسلام، فقال لهما: {أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي} مثلُ عامر بن كعب، وعبد اللَّه بن جُدْعان، ولا أرى أحدًا منهم حتى أسألَهم عن صِدْقِ ما تقولون (٣).

وقال مجاهد: هو عبد اللَّه بن أبي بكر (٤)، قال له أبواه: أَسْلِم، فقال: أحيُوا لي مشايخَ قُرَيشٍ حتى أسألَهم عما تقولون.


(١) في (ف): "تيم".
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٩/ ١٢).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٣)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٥٨)، دون نسبة، وهو قول مقاتل كما في "تفسيره" (٤/ ٢١).
وهذا القول مردود لا يصح عن ابن عباس، فإن عبد الرحمن بن أبي بكر قد أسلم وكان من أجلاء الصحابة، وإنما ينزل مثل هذا فيمن مات على كفره كأبي لهب والوليد بن المغيرة، وقد أنكرت عائشة رضي اللَّه عنها هذا القول، وقالت: ما أنزل اللَّه فينا شيئًا من القرآن إلا أن اللَّه أنزل عذري. رواه البخاري (٤٨٢٧).
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عند هذه الآية: ومن زعم أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي اللَّه عنهما- فقوله ضعيف؛ لأن عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي اللَّه عنهما- أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وكان من خيار أهل زمانه.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٣)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٢٤٨) عن ابن عباس والسدي ومجاهد وأبي العالية.